هل يمكن ان تبدء شركه عملاقة من الصفر؟ برأس مال صفر؟ و في منطقتنا العربيه؟ في الخليج ربما؟ تنافس عتاولة
البدء من الصفر !
الشركات الكبيرة ، و العمالة الرخيصه المستعدة للعمل في ظروف قاسيه و برواتب قليلة؟
أو ربما انت بحاجه لمكان مناسب للإستثمار مثل دبي مثلا؟ او ربما تحتاج للوقت المناسب في السوق؟
أنت خريج جامعي ، تنتظر الوظيفه المناسبه ، تود البدء في عملك الشخصي لكن ليست لديك الخبرة ! و ليس لديك رأس المال! و فوق كل ذلك: (إبصراحه) مو محتاج تصدع راسك!.
و أنا اليوم بحكم تجربتي الشخصية البسيطه سأقدم لك الوصفه السحريه التي تحل المسألة كامله:
الجانب الفلسفي من الوصفه:
1. كل المشاكل التي تحدث في العالم هي نتيجة أن بعض الناس يودون اخذ شئ مقابل لا شئ!.
2. يمكن تحويل أي قيمه في الوجود إلى قيمة أخرى. ببساطه يمكن ان تحصل على قيمه مقابل ما تضيفه من قيمه للآخرين.
3. لكي تحصل على قيمه مقابل ما تضيفه من قيمه ، يجب أن توصل قيمتك لمن يحتاجها، و يقدر على مبادلتها بالقيمه التي تود مبادلتها بها.
4. لكي تحصل على اعلى قيمه مقابل ما تعطيه من قيمه ، يجب ان تطور قدراتك في إيصال قيمتك للآخرين بأقل مجهود و بأقل تكلفه. لكن يجب أن يكون كل ذلك بدون إنقاص من القيمة التي تضيفها للآخرين.
5. لكي تضيف قيمه للآخرين ، يجب أن يثق الآخرين بأنك قادر على إيصال تلك القيمه لهم بالطريقه الصحيحه التي يحتاجونها فيها. ببساطه لا أحد يود تحمل مسؤلية “محاولتك” إضافة قيمة للآخرين.
الجانب المادي للوصفه:
1. يجب أن تعرّف ما سوف تقدمه بوضوح. (الرؤيه والفكرة)
2. يجب أن تبذل مجهودك في إنتاج منتجك او تقديم خدمتك. (الإنتاج)
3. يجب إيصال منتجك او خدمتك لمن يحتاجها. (التسويق و تحليل الفرص)
4. يجب ان تكون قادرا على إدارة الانتاج و تقديم منتجك و خدمتك بأكثر الطرق كفاءة و ارخصها تكلفه بدون التأثير على جودة خدمتك و منتجك. (قوة الإداره)
5. يجب أن تكون مستعدا لتحمل حاجز الثقة بينك و بين كل من يحتاج لخدمتك: يجب ان تكون انت المسؤول الأول عن ما تنتجه او تقدمه من خدمه. (بناء الثقة).
والآن إلى اهم سر في هذه الوصفه: اللآآت الثلاث!
لا يوجد نجاح مضمون! و لا يوجد تفوق بين ليلة و ضحاها! و لا يستطيع أحد أن يقوم بكل ذلك بدلا عنك!
يجب أن تقتنع بهذا السر من كل اعماقك ، و من ثم يجب أن تعيش هذا السر في كل خطوة من خطواتك!. ببساطة اذا كانت فكرتك تخترق احد قوانين هذا السر، فأنا لا استطيع ان اعدك إلا بخيبة الأمل الكبيرة.
4 أصفار مهمه عندما تود البدء من الصفر:
1) صفر ريال كرأس مال.
2) صفر سنة من الخبرة.
3) صفر علاقات يمكن تحويلها إلى أعمال.
4) صفر فكرة “مليونيه”!.
إذا كانت احد هذه الأصفار اكبر من صفر، فأنت محظوظ جدا، لأنك اختصرت خطوة كانت ستستهلك وقت و بعض الإحباط.
4 قناعات هدّامة لكل من يبدء من الصفر:
1) الشراء اسهل من البيع!.
(للأسف كعائلات خليجية تربينا على استسهال الشراء ، و استصعاب البيع! و كأن هناك حاجز نفسي يجعلنا نحس بأن البيع “عيب” – منقود !).
لكن هنا اود سرد فكرة رائعة من افكار زيج زاجلر عن البيع:
“أنت مسؤول عن ايصال منتجك لكل من يحتاجه ، لأنك بذلك توفر عليه المال و الجهد، و إن تهاونك عن ذلك يجعلك مسؤول مسؤولية اخلاقيه امام المجتمع و أمام نفسك و امام الله. كل يوم تبيع منتجك فأنت تسهّل عمل شخص ما و تضيف قيمه مهمه لحياته. واجه مسؤليتك بتسويق و بيع منتجك“
لم اقرأ في حياتي وصف بهذه الروعه عن البيع و التسويق!.
2) النجاح من الخطوة الأولى ، او الفشل بالضربة القاضيه.
كثير منّا يلتصق بالفكرة التي بدأها لدرجة ينسى المهمة الأساسية في بناء عمل تجاري ، و هو “محاولة” إضافة قيمه. تذكر أنك هنا انت تحاول ، و الفكرة هي بأنك تحتاج للعديد من المحاولات حتى تستطيع أن تصل لوصفتك السحريه الخاصة و فكرتك المليونية التي ستدر عليك الملايين ، والأهم من كل ذلك التي ستجعلك تشعر بالفخر و السعادة بإنجازها.
تذكر دائما مهما حصل ، بأنك لست فكرتك و بأن فكرتك لست أنت، أنت اكبر من ذلك ، و أنت هنا لتجربة الأفكار و معرفة ما سينجح و ما سيفشل!.
3) يجب شراء المرسيدس 350 إس من السنة الأولى لتثبت بأنك ناجح!.
و كأنك ستنجح و ستفشل للآخرين! عندما تبدء بالشعور بحاجتك لإثبات نجاحك فدعني اواجهك بهذه الحقيقة المرة: “نجاحك مجرد فقاعة صابون ستختفي بمجرد انتهاء الشعور بحاجتك لإثبات ذاتك”.
الحقيقة بأن إثيات الذات هو من الحاجات البدائيه للإنسان، يجب بأن يتعلمها خلاص فترة الطفوله و ليس خلال فترة النضج! و كلما واجهت هذه المسألة مبكرا ستكون حياتك اكثر بهجه، و ستكون متسامحا اكثر مع اخطائك. أعتقد – شخصيا – بأن الدافع الشخصي هو اقوى دافع في الوجود ، و هو مصدر الحماس الأساسي لأي عمل ينجزه الإنسان بكل حماس.
إذا كنت تريد التجربة بحماس و سعادة ، و من ثم نجاح على كل المستويات ، فأبدء بنجاحك من الداخل!.
4) ستفوتني الكثر من فرص الوظائف.
إذا كنت خائف من فوات فرص الوظائف ، فأنا انصحك بالوظيفه!. ببساطه تفكير الموظف لا يشبه تفكير رجل الأعمال، الموظف يقيّم الأمان اكثر من الفرصه ، و رجل الأعمال يقيّم الفرصه و المخاطرة بدرجة اكبر.
يجب أن تختار: هل انت بعقلية موظف؟ ام بعقلية صائد الفرص؟
إستخدم قوانين الطبيعة و سنن الكون!
خلق الله الكون و ووضع فيه الكثير من السنن التي تحرك الأشياء و تتحكم فيها، و كلما التزمت بهذه القوانين ، كان نجاحك اسهل ، و كلما عارضت هذه القوانين كانت الخيبة هي مصيرك المحتوم و لو بعد حين.
الحب: استخدم الحب في عملك. إحب ما تعمله و حبك سيظهر على شكل إتقان في عملك. أحب زبائنك و سترى بأن ذلك سيتحول لعناية بالزبائن تقود للمزيد من الأعمال بسبب كلمة خير عنك و عن شركتك. أحب من تعمل معهم (من موظفين و شركاء و زبائن) و سترى بأن ذلك الحب يتحول إلى تواصل يستطيع حل كل التحديات التي تعترضك. أحب المنافسين و سينعكس ذلك عليك بالتعلم من اخطائهم ، و في كثير من الأحيان سينعكس عليك ذلك بالكثير من الاعمال المتبادله ، فالحقيقة هناك ما يكفي للجميع!.
العدل: كن عادلا في اخذك و عطائك. ستمر في كثير من الأحيان بالرغبة بالأخذ اكثر مما تعطي ، او أن تاخذ بدون مقابل ، لكن تأكد بأن كل عملية تقوم بها بهذه الطريقة ستنعكس عليك في عمليتين على الأقل. فأنت - في الحقيقة عندما تقوم بمثل هذا العمل – تغلق على نفسك الدائرة من جوانب اخرى!.
إعدل في معاملاتك ولو على حساب نفسك، و ستجد بأن الخير سيعود عليك سريعا.
إزرع لتحصد: يجب أن تبدء أنت لتحصد النتائج، فلا يمكن أن تأتي النتائج ثم تزرع! رغم بساطة هذا القانون إلا ان معظم الناس لا يزالون يحاولون الحصد قبل الزرع!، كم مرة توقعت بأن تحصل على درجة عالية بدون ان تجتهد؟ و كم مرة توقعت بأن تجد الفرصه المناسبة دون أن تسعى لها؟
إترك فرصه لكي تأخذ دورة الحياة فرصتها: لكي تنمو البذور يجب أن تأخذ وقتها في حضن التراب، و كذلك الأفكار و التجارب تحتاج للوقت للنمو و من ثم النضج!. لا تستعجل حصاد ما زرعته ، فقد يكون اقرب مما تتصور.
مالذي سيحدث عندما تبدء بتنفيذ فكرتك؟
هناك الكثير من الأمور ستحدث عندما تبدء بتحويل فكرتك لعمل تجاري، و من خلال تجاربي الشخصية ، و ملاحظاتي مع كل اصدقائي الذين يمرون بنفس التجربه ، و من قراءاتي في الموضوع في العديد من كتب الإدارة، هناك مجموعة من الأحداث ستحدث لك ، و قد تصيبك بالإحباط ، لكن الحقيقة كل الحقيقة بأنها مجرد خطوات طبيعية نتيجة تراكم الخبرة ، و هي كالتالي:
1) ستبدء بفكرة ، لكن ليست هي الفكرة التي ستصنع لك النجاح الباهر.
كل الشركات العملاقه التي تراها اليوم ابتدأت بفكرة اخرى غير ما تراه اليوم!. ابحث في قصص ميكروسوفت، و جووجل ، و ياهو ، و بايباال ، و اي بآي ، و الكثير غيرهم ، و ستجد بأن القاسم المشترك هو بأن ما اصبحت عليه الشركه اليوم مختلف تماما عما خطط له مؤسس الشركه!.
النصيحة الذهبية: إبدء بأي فكرة لأنك لن تخسر مطلقا ، و لأنها بإحتمال كبير لن تكون هي الفكرة التي ستحقق لك النجاح!.
2) سترتكب بعض الأخطاء القاتلة ، لكن لن تعلن إفلاسك بسببها!.
الحقيقة بأن كل الأخطاء (الصادقة) التي سترتكبها لن تستطيع وضعك محل الإفلاس! و ذلك لأنك اصلا ابتدأت بلا شئ (صفر) و بنيت كل شئ من الصفر فأنت تمتلك الخبرة الكافيه لبناء ما فقدته من جديد.
النصيحة الذهبية: لاتخف من الأخطاء فإنها ستحدث حتما! و هي مجرد علامات لك على الطريق لتوجيهك في مايجب عليك ان تفعله مما ما لا يجب عليك فعله!.
السؤال المهم:
ماهو اهم شئ في بناء الشركات والأعمال التجاريه؟
إسال نفسك هذا السؤال إذا كنت تود بناء عملك التجاري الخاص بك، ماهو المهم حقا في الموضوع؟
صدقني إذا اخبرتك بأن معظم من لم يجرب الأعمال التجاريه بصبر و بنجاح سيقول لك بأن اهم شئ في بناء الشركات و الأعمال التجاريه هو: المال و ربما الشهره.
لكن إذا سألت كل من نجحوا في أعمالهم التجاريه ماهو المهم في الموضوع سيقولون لك نفس الإجابة – ربما بطرق مختلفه – لكن الحقيقة الأزلية هي بسيطة لأبعد الحدود:
أهم شئ في بناء الشركات هو الخبرة – هو معرفة الطريق لكيف تنشئ شركة ناجحه.
لماذا؟؟ (يالهول هذا السؤال الذي يدفعك للبحث عن اجابات)
ببساطة لأن أهم شئ هو الطريق للوصول لما تود تحقيقه! او دعني اعيد سرد القصه بهذه الطريقه:
لو كان هناك كنز في مكان مجهول ، و لا يمكن الحصول على الكنز كله مرة واحده ، بل يجب أن تأخذ جزء منه كل مره ، و حصلت على الخريطه للوصول للكنز، و عندما وصلت للكنز و اخذت جزء منه ، وانت في الطريق واجهت عصابه تود قتلك ، فبماذا ستبادلها؟؟
هل ستبادلها بالجزء من الكنز ؟ او بالخريطه للكنز الكبير؟؟؟
كل العقلاء سيعرفون بأن العصابة ستكتفي بما عندك من الكنز ، و بأن اهم شئ يجب ان تحتفظ به هو “الطريق للكنز: الخارطه“.
ذلك بالضبط ماهو المهم في تحقيق النجاح: طريقة الوصول إلى النجاح والإزدهار!. و ليس الإزدهار نفسه.
دع الجميع يأخذ ما عندك لكن إحتفظ بطريقة الوصول للنجاح و الإزدهار و ستكون أنت الرابح بكل تأكيد.
والآن: