تفسير الطبرى :
القول فـي تأويـل قوله تعالى : * ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
وقوله: ذلكَ فَضْلُ اللّهِ يُوءْتِيهِ مِن يَشاءُ يقول تعالى ذكره: هذا الذي فعل تعالى ذكره من بعثته في الأميين من العرب, وفي آخرين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته, ويفعل سائر ما وصف, فضل الله, تفضل به على هؤلاء دون غيرهم يُؤتيهِ مَنْ يَشاءُ يقول: يؤتي فضله ذلك من يشاء من خلقه, لا يستحقّ الذمّ ممن حرمه الله إياه, لأنه لم يمنعه حقا كان له قبله ولا ظلمه في صرفه عنه إلى غيره, ولكنه علم مَنْ هُو له أهل, فأودعه إياه, وجلعه عنده. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
26372ـ حدثنا ابن سنان القزاز, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن شبيب, عن عكرمة, عن ابن عباس في: ذلكَ فَضْلُ اللّهِ يُوءْتِيهِ مَنْ يَشاءُ قال: الفضل: الدين والله ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ يقول: الله ذو الفضل على عباده, المحسن منهم والمسيىء, والذين بعث فيهم الرسول منهم وغيرهم, العظيم الذي يقلّ فضل كلّ ذي فضل عنده.
تفسير البغوى :
"ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء"، يعني الإسلام والهداية
تفسير بن عطية :
وقوله تعالى ^ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ^ الآية تبيين لموقع النعمة وتخصيصه إياهم بها
تفسير الزمخشرى :
ذلك " الفضل الذي أعطاه محمداً وهو أن يكون نبي أنبياء عصره ونبيالعصور الغوابر.هو " فضل الله يؤتيه من يشاء " إعطاءه وتقتضيه حكمته
تفسير القرطبى :
قال ابن عباس: حيث ألحق العجم بقريش. يعني الإسلام، فضل الله يؤتيه من يشاء؛ قال الكلبي. وقيل: يعني الوحي والنبوة؛ قاله مقاتل. وقول رابع: إنه المال ينفق في الطاعة؛ وهو معنى قول أبي صالح. وقد روى مسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلا والنعيم المقيم. فقال: (وما ذاك)؟ قالوا: يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق ويعتقون ولا نعتق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفلا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم) قالوا: بلى يا رسول الله؛ قال: (تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة). قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فلعنا ففعلوا مثله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء). وقول خامس: أنه انقياد الناس إلى تصديق النبي صلى الله عليه وسلم ودخولهم في دينه ونصرته. والله اعلم.
فتح القدير للشوكانى :
"ذلك" إلى ما تقدم ذكره. وقال الكلبي: يعني الإسلام. وقال قتادة: يعني الوحي والنبوة. وقيل إلحاق العجم بالعرب، وهو مبتدأ وخبره "فضل الله يؤتيه من يشاء" أي يعطيه من يشاء من عباده "والله ذو الفضل العظيم" الذي لا يساويه فضل ولا يداينه.
روح المعانى للألوسى :
( فضل الله ) وإحسانه جل شأنه ( يؤتيه من يشآء ) من عباده تفضلا ولا يشاء سبحانه إيتاءه لأحد بعده ( والله ذو الفضل العظيم )
تفسير الجلالين :
(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) النبي ومن ذكر معه (والله ذو الفضل العظيم(
تفسير البيضاوى :
( ذلك فضل الله ) ذلك الفضل الذي امتاز به " النبى " عن أقرانه
فضله ( يؤتيه من يشاء ) تفضلا وعطية
( والله ذو الفضل العظيم ) الذي يستحقر دونه نعيم الدنيا أو نعيم الآخرة أو نعميهما
تفسير الفخر الرازى :
قوله تعالى: {ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم } قال ابن عباس: يريد حيث ألحق العجم وابناءهم بقريش، يعني إذا آمنوا ألحقوا في درجة الفضل بمن شاهد الرسول عليه السلام، وشاركوهم في ذلك، وقال مقاتل: {ذالك فضل الله } يعني الإسلام {يؤتيه من يشاء } وقال مقاتل بن حيان: يعني النبوة فضل الله يؤتيه من يشاء، فاختص بها محمدا صلى الله عليه وسلم . والله ذو المن العظيم على جميع خلقه في الدنيا بتعليم الكتاب والحكمة كما مر، وفي الآخرة بتفخيم الجزاء على الأعمال
التفسير الميسر ( مجموعة من العلماء نشره مجمع الملك فهد لطباعة المصحف )
ذلك البعث للرسول صلى الله عليه وسلم, في أمة العرب وغيرهم, فضل من الله, يعطيه مَن يشاء من عباده. وهو - وحده- ذو الإحسان والعطاء الجزيل
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للشيخ ابو بكر الجزائري
{ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء } : أي كون الصحابة حازوا فضل السبق هذا فضل يؤتيه من يشاء فلا اعتراض ولكن الرضا وسؤال الله من فضله فإنه ذو فضل عظيم.